الأحد، 3 أبريل 2016

تمييز العدد : قواعد نحوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  اليوم إن شاء الله سيكون الحديث اليوم عن أحد القواعد النحوية وهو       ( تمييز العدد )

-        وتمييز العدد : له أربعة أنواع :
1. العدد المفرد .
2. العدد المركب .
3. ألفاظ العقود .
4. العدد المعطوف .

1. العدد المفرد : وتضم قاعدة العدد المفرد الأعداد من ( 1: 10)  وكذلك العددان مائة وألف ومضاعفاتهما .... ويكون التعامل معهم كالآتي :
أ‌.             العددان ( 1, 2 ) ليس لهما تمييز وذلك لأنهما يدلان على تمييزهما بلفظيهما .. فنحن مثلًا لا نقول ( قرأت قصة واحدة ) ولا نقول ( قرأت قصتين اثنتين ) .. وذلك لأننا عندما نقول قرأت قصة فبديهي لنا أنها واحدة فقط وكذلك إذا كانتا قصتين فبديهي أيضًا لنا أنهما قصتين اثنتين ولذلك ليس لهما تمييز .
ب‌.       الأعداد من ( 3 : 10 ) تمييزهم جمع مجرور .. وهذه الأعداد تخالف المعدود ( التمييز ) تذكيرًا وتأنيثًا ... فإذا جاء العدد مذكر أي بغير تاء مربوطة يكون المعدود أي التمييز مؤنثًا وإذا كان العدد مؤنثًا يكون المعدود مذكرًا .
وذلك مثل قولنا : ( اشتريت ثلاث قصصٍ )  أو العكس ( اشتريت ثلاثة كتب ) .
ويكون إعراب قصص أو كتب هو ( تمييز مجرور وعلامة جره الكسرة ) .
-        فلابد هنا من قول أن معرفة نوع المعدود مذكر أو مؤنث يكون على صيغة مفرده وليس الجمع منه مثل هذا كتاب أو هذه قصة وذلك لأن الجمع من كلمة مثل الكتاب يكون الكتب وإذا حاول أحد الطلاب معرفة هذه الكلمة مذكر أو مؤنث سيقول هذه الكتب وهنا سيعتقد أنها مؤنث وليست مذكرًا ... لذلك كان من الواجب أن نقول أن المعدود يقاس بصيغة الواحد منه وليس الجمع .
ت‌.       قاعدة العدد ثمانية : العدد ثمانية له حالات منها :
أ‌.     إذا كان العدد ثمانية مؤنثًا ومضافًا إلى مذكر سيكتب ( ثمانية ) في مثل ( وثمانية أيامٍ حسوماً). وسيعرب الاسم بعده مضافًا إليه وليس تمييزًا .
ب‌.       إذا كان العدد ثمانية مذكرًا ومضافًا إلى مؤنث سيكتب ( ثماني ) في مثل ( مكثت ثماني ليالٍ ). يعرب إعراب المنقوص في الرفع والجر ويقدر إعرابه أما في النصب فنظهر الفتحة لخفتها .
ت‌.       إذا لم يكن العدد ثمانية مضافًا وكان مؤنثًا والمعدود مذكر سيكتب ( ثمانية ) في مثل ( ذاكرت من الدروس ثمانية ) . فيعرب إعراب الاسم العادي فينصب بالفتحة ويجر بالكسرة ويرفع بالضمة .
ث‌.       إذا لم يكن العدد ثمانية مضافًا وكان مذكرًا والمعدود مؤنث سيكتب ( ثمانٍ ) في مثل ( معي من القصص ثمانٍ ) . وتعرب إعراب الاسم المنقوص في حالتي الرفع والجر أي تقدر الحركة أما النصب فيجوز التنوين أو عدمه في مثل ( شاهدت من الكلاب ثماني أو ثمانيًا ) .
ث‌.       العددان مائة وألف ومضاعفاتهما : تمييز المائة والألف ومضاعفاتهما يكون مفرد مجرور .. وذلك مثل قولنا  : ( معي مائة جنيهٍ ) . فنعرب جنيه : تمييز مجرور وعلامة جره الكسرة .
2.   العدد المركب : وهو ما كان ما بين ( 11 : 19 ) وسمي مركبًا لأنه مركب من جزأين معًا  وتمييزه كله مفرد منصوب .. ويكون إعراب هذا العدد مثلًا ( أربعة عشر ) كله مبني على فتح الجزأين .. ونتعامل معه كالآتي :
1.  العددان ( 11 , 12 ) : يوافقان المعدود تذكيرًا وتأنيثًا ومعهما يكون الجزآن وهما ( 1 و 2 + عشر أو عشرة ) متوافقين .. ويكون مثال ذلك مع المذكر : ( ضربت أحد عشَر ولدًا ) فالأول والثاني والثالث مذكر... أو مع المؤنث ( انفجرت الأرض اثنتا عشْرة عينًا ) فالأول والثاني والثالث مؤنث .  فنجد هنا أن مع العددين ( 11 , 12 ) إما أن يكون الأول والثاني والثالث مذكرًا ..أو .. الأول والثاني والثالث مؤنثًا ...
-        ملحوظة : الحرف شين في كلمة عشرة عندما تكون كلمة عشرة مذكرة مثل ( عشر ) نفتح حرف الشين فيها فتنطق ( عَشَرَ ) وإذا كانت مؤنثةً فنسكن جرف الشين فيها فتنطق ( عَشْرَة ) .
2.  الأعداد من ( 13 : 19 ) : يخالفون المعدود تذكيرًا وتأنيثًا وكما يخالفون العدد عشرة تذكيرًا وتأنيثًا .. ونستنتج من ذلك ( أن الأول وهو العدد يخالف الثاني والثالث وهما العدد عشرة والمعدود )  ومثال ذلك : (معي ثلاث عشرة قصةً ) فجاء هنا الأول وهو ثلاث يخالف الثاني والثالث وهو عشرة وقصة ... أو في مثل ( معي ثلاثة عشر كتابًا ) فهنا جاء الأول مؤنثًا أما الثاني والثالث كانا مذكرين .
3.  قاعدة العدد ( 18 ) : وله وجهان :    - 1. إذا كان المعدود مذكرًا والعدد الأول ( 8 ) مؤنثًا في مثل ( رأيت ثمانية عشر كلبًا ) . فيبنى دائمًا العدد (18) على فتح الجزأين ويعرب العدد ثمانية بحسب موقعة في الجملة .                                - 2. إذا كان المعدود مؤنثًا والعدد ( 8 ) مذكرًا فنحذف تاءه ويمكن أن يقال بأربعة طرق وهي : أ. رأيت ثمانيْ عشرة فتاةً ... ب. رأيت ثمانيَ عشرة فتاةً ... ج. رأيت ثمانِ عشرة فتاةً ... د . رأيت ثمانَ عشرة فتاةً .
3 .ألفاظ العقود : وهي الأعداد ( 20 , 30 , 40 , ..... , 90 ) .. وسميت بهذا الاسم لأن كلمة عقد تساوي عشرة وهذه الأعداد مضاعفات العدد عشرة ... وتعرب هذه الأعداد بحسب موقعها في الجملة ... وتعرب إعراب جمع المذكر السالم أي ( ترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء ولا ننسى قول لأنه جمع مذكر سالم بعد الإعراب ) ... ويكون تمييزها مفردًا منصوبًا .
-        ومثال ذلك : ( قرأتُ عشرين قصةًً ) . فكلمة عشرين تعرب : مفعولًا به منصوبًا وعلامة نصبة الياء لأنه جمع مذكر سالم ... و قصة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
4 . العدد المعطوف : وهو العددان اللذان بينهما واو العطف .. وهو من ( 21 : 99 )  .. وذلك بدون ألفاظ العقود وقد سبق الحديث عنها بفضل الله .. ويكون تمييز هذه الأعداد مفردًا منصوبًا .. ويأخذ العدد المعطوف ( الذي بعد الواو ) إعراب العدد الذي جاء معطوفًا عليه ( الذي قبل الواو ) أي يكون معطوفًا مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا وذلك حسب الاسم الذي قبله ( أي المعطوف عليه ) إن كان مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا  لأنه من التوابع فيتبعه في الإعراب .. ولكن هذا العدد المعطوف ( الذي بعد الواو ) يعرب إعراب جمع المذكر السالم أي يعامل معاملة ألفاظ العقود .. ويعرب الاسم قبل الواو ( المعطوف عليه حسب موقعه في الجملة ) ... ويكون التعامل مع هذه الأعداد على النحو التالي :
1.  العددان ( 21 , 22 ) وما يشابههما : وهم من ( 31 , 32 , 41 , 42 ... حتى 91 , 92) الجزء الأول منها (وهو 1, 2 ) يوافق المعدود وهو التمييز تذكيرًا وتأنيثًا .. والجزء الثاني كما ذكرنا في تعريف العدد المعطوف يعرب معطوفًا ويأخذ الرفع أو النصب أو الجر حسب العدد الأول ... ومن أمثلة ذلك : ( أخذت إحدى وعشرين ورقةً ) . ويعرب كما يلي :  إحدى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ... الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ... عشرين : معطوف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ... ورقة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
2.  الأعداد من ( 23 : 29 ) وما يشابههم : وهم من ( 33: 39 ) ,  ( 43 : 49 ) ... حتى ( 93 : 99 ) الجزء الأول من هذه الأعداد وهو من ( 3 : 9 ) يخالف المعدود ( التمييز ) تذكيرًا وتأنيثًا ... والجزء الثاني ( أي المعطوف ) يأخذ إعراب ما قبله كما ذكرنا ولكن يعامل معاملة جمع المذكر السالم لأنه من ألفاظ العقود .. ومن أمثلة ذلك : ( معي سبعة وعشرون جنيهًا ) .. وتعرب كما يلي  ....  سبعة : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ... الواو : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ... عشرون : معطوف مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ... جنيهًا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة ... ومعي : مع ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وياء المتكلم ضمير مبني في محل جر مضاف إليه وشبه الجملة من الظرف والمضاف إليه في محل رفع خبر مقدم .
-         لاحظنا في المثال السابق أن العدد سبعة جاء مؤنثًا والمعدود جاء مذكرًا .. ولو كان العدد سبعة جاء مذكرًا أي ( سبع ) لكان لابد أن يأتي بمعدود ( أي تمييز ) مؤنث .

           وإلى هنا أكون قد أنهيت بفضل الله من الحديث عن أحد قواعد النحو ( تمييز العدد ) وأرجو أن ينفعني الله وإياكم به إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك 17 تعليقًا:

  1. تمام جدا يا أستاذ أحمد
    جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
    اللهم أمين
    :-)

    ردحذف
  2. شكرا لك كثيرا
    اله يفتح لك ابواب الجنة ان شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. اريد اعراب كلمه قرأت مائه قصه

      حذف
  3. جزاكم الله خيرا
    ياسرابوعبد الرحمن

    ردحذف
  4. بارك الله فيكم استاذنا على هذا المجهود الأكثر من رائع.

    ردحذف
  5. شكرا جازاك الله خيرا

    ردحذف
  6. بارك الله فيك استاذنا

    ردحذف
  7. ممكن أعرف المصادر

    ردحذف
  8. جزاك الله خير الجزاء

    ردحذف
  9. جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  10. صواريخ تنفض نارا الرجاء ماذا تعرب نارا هل هي تمييز ام مفعول به مع التعليل

    ردحذف
  11. بورك فيكم

    ردحذف