الثلاثاء، 8 مارس 2016

أسباب وضع علم النحو


النحو العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
       سوف نتحدث اليوم بإذن الله عن أسباب وضع علم النحو

أسباب وضع النحو
يمكن أن نرد أسباب وضع النحو العربي إلى بواعث مختلفة ، منها الديني ومنها غير الديني، أما البواعث الدينية فترجع إلى الحرص الشديد على أداء نصوص الذكر الحكيم أداء فصيحًا سليمًا إلى أبعد حدود السلامة والفصاحة ، وخاصة بعد أن أخذ اللحن يشيع على الألسنة ، وازداد اللحن فشوًا وانتشارًا على ألسنة أبنائهم الذين لم ينشئوا في البادية مثلهم ولا تغذوا من ينابيعها الفصيحة، إنما نشئوا في الحاضرة واختلطوا بالأعاجم اختلاطًا بالأعاجم اختلاطًا أدخل الضيم والوهن على ألسنتهم وفصاحتهم وكان كثيرون من أبناء العرب وُلدوا لأمهات أجنبيات أو أعجميات، فكانوا يتأثرون بهن في نطقهن لبعض الحروف وفي تعبيرهن ببعض الأساليب الأعجمية . وكل ذلك جعل الحاجة تمس في وضوح إلى وضع رسوم يُعْرَف بها الصواب من الخطأ في الكلام من خشية دخول اللحن وشيوعه في تلاوة آيات الذكر الحكيم.
وانضمت إلى ذلك بواعث أخرى، بعضها قومي عربي يرجع إلى أن العرب يعتزون بلغتهم اعتزازًا شديدًا ، وهو اعتزاز جعلهم يخشون عليها من الفساد حين امتزجوا بالأعاجم ، مما جعلهم يحرصون على رسم أوضاعها خوفًا من الفناء والذوبان في اللغات الأجنبية . وبجانب ذلك كانت هناك بواعث اجتماعية ترجع إلى أن الشعوب المستعربة أحست الحاجة الشديدة لمن يرسم لها أوضاع العربية في إعرابها وتصريفها حتى تمثلها تمثلًا مستقيمًا  ، وتتقن النطق بأساليبها نطقًا سليمًا . وكل ذلك معناه أن بواعث متشابكة دفعت دفعًا إلى التفكير في وضع النحو، ونضيف إلى ذلك رقى العقل العربي ونمو طاقته الذهنية نموًا أعده للنهوض برصد الظواهر اللغوية وتسجيل الرسوم النحوية تسجيلًا تطرد فيه القواعد وتنتظم الأقيسة انتظامًا يهيئ لنشوء علم النحو ووضع قوانينه الجامعة المشتقة من الاستقصاء الدقيق للعبارات والتراكيب الفصيحة ومن المعرفة التامة بخواصها وأوضاعها الإعرابية .
-      المصدر :
كتاب المدارس النحوية للدكتور شوقي ضيف .

وننتهي اليوم بهذا القدر ونرجو من الله أن ينفعنا جميعًا به

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق