الاثنين، 14 مارس 2016

علماء النحو العربي : أبو الأسود الدؤلي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نكمل بإذن الله تعالى ما بدأنا الحديث عنه وهو "علماء النحو"
نتكلم اليوم بإذن الله عن عالم من علماء البصرة وهو:
 

-       لما كانت العلوم في الأمم لا تظهر فجأة ، بل تأخذ في الظهور رويدًا رويدًا حتى تستوي على سوقها، كان ذلك مدعاة في كثير من الأمر لأن تغمض نشأة بعض العلوم وأن يختلط على الناس واضعوها المبكرون. وهذا نفسه ما حدث فيمن نسبت إليهم الخطوات الأولى في وضع النحو العربي، وفي ذلك يقول السيرافي: اختلف الناس في أول من رسم النحو ، فقال قائلون: أبو الأسود الدؤلي، وقيل: هو نصر بن عاصم ، وقيل: بل هو عبد الرحمن بن هرمز، وأكثر الناس على أنه أبو الأسود الدؤلي.
-      قد تقف الروايات في الواضع الأول للنحو عند أبي الأسود ، غير أنها تعود فتضطرب في السبب الذي جعله يرسمه وفي حاكم البصرة موطنه الذي بعثه على هذا الرسم والأبواب الأولى التي رسمها فيه، فمن قائل إنه سمع قارئًا يقرأ الآية الكريمة  أن الله بريء من المشركين ورسولهœ بكسر اللام في رسوله ، فقال: ما ظننت أمر الناس يصل إلى هذا واستأذن زياد بن أبيه والى البصرة (45-53هـ) وقيل بل استأذن ابنه عبيد الله واليها من بعده (55-64هـ)في أن يضع للناس رسم العربية. وقيل : بل وفد على زياد ، فقال له: إني أرى العرب قد خالطت الأعاجم وتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب كلامًا يعرفون – أو يقيمون – به كلامهم . وقيل : بل إن رجلًا لحن أمام زياد أو أمام ابنه عبيد الله ، فطلب زياد أو ابنه منه أن يرسم للناس العربية . وقيل إنه رسمها حين سمع ابنته تقول : ما أحسنُ السماء وهي لا تريد الاستفهام وإنما تريد التعجب ، فقال لها قولي: *ما أحسنَ السماء*. وفي رواية أنه شكا فساد لسانها لابن أبي طالب ، فوضع له بعض أبواب النحو وقال له : انحُ هذا النحو ، ومن أجل ذلك سمي العلم باسم النحو.
-      وأقدم من ذلك ما جاء عند ابن سلام إذ يقول : (كان أول من أسس العربية وفتح بابها وأنهج سبيلها ووضع قياسها أبو الأسود الدؤلى، وإنما قال ذلك حين اضطرب لسان العرب وغلبت السليقة وكان سراة الناس يلحنون، فوضع باب الفاعل والمفعول والمضاف وحروف الجر والرفع والنصب والجزم) وقد يشرك بعض الرواة معه في ذلك الصنيع تلميذيه نصر بن عاصم وابن هرمز.   وضع الأسود أول الدؤلى أبو نقط الكلمات في أواخر يحرر حركات بأمر من القرآن الكريم زياد بن عبيد الله أبيه أو ابنه. وقد اتخذ لذلك من بني حاذقًا فطنًا كاتبًا عبد القيس وقال له: إذا ،  قد فتحت شفتي رأيتني فأنقط نقطة فوقه بالحرف على شفتي ، وإن أعلاه فأنقط نقطة بين ضممت يدي كسرت شفتي ، الحرف وإن من النقطة تحت الحرف فاجعل ، من ذلك فإن شيئًا أتبعت تنوينًا غنة فاجعل مكان (النقطة ) نقطتين. وابتداء الأسود أبو آخره أتى على المصحف حتى, بينما كان يضع النقط الكاتب يخالف لونه لون المداد بصبغ الذي كتبت به وكان هذا الصنيع الآيات الخطير الذي سمي باسم أن في رسم سببًا يختلط العربية فيما بعد على الرواة الأمر طائفة منهم أن أبا فتظن طائفة منهم أن أبا الأسود رسم النحو وشيئًا من أبوابه، وهو إنما رسم إعراب القرآن الكريم عن طريق نقط أواخر الكلمات فيه.
-     المصادر : أفدت من هذا المقال من كتاب المدارس النحوية للدكتور شوقي ضيف .

ونكتفي اليوم إلى هذا الحد وإن شاء الله نكمل لاحقًا وأسأل الله تعالى أن ينفعني وإياكم به

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق